من المشاكل الكبرى التي تعاني منها البشرية على مدى العصور والأجيال هي الحروب والصراعات الدموية بين الشعوب والأمم.
والحرب كيفما وقعت، لابد وأن يكون فيها طرف ظالم، أو يتقاسم الظلم طرفا الحرب.
وكم عانت البشرية من الحروب الظالمة. فالحرب استهلاك، وهدر لطاقات الانسان وتدميرها. وكما هو واضح فإن الحرب تحتاج الى الطاقة الجسدية، واللياقة القتالية، وإعداد الجيوش، وإنفاق الاموال الطائلة، وتجنيد خيرة الطاقات الشابة والمنتجة، وجيوش العالم في معظم عناصرها هي من جيل الشباب.
فالحرب أينما وقعت دارت بشكل أساس على رؤوس الشباب وكان ضحاياها في ساحات القتال، هم الشباب في الدرجة الأولى، كما هم ضحايا التدمير الاقتصادي، وتخلف التنمية والخدمات، لأنهم الجيل الذي يتحمل التبعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للحرب.
فالشاب الذي يجنّد للحرب، وكثيراً ما يطول تجنيده سنوات عدة في ثكنات الجيش، ومواقع القتال، يحال بينه وبين بناء حياته الاسرية من الزواج، وانجاب الأبناء، وانشاء الاسرة، وتوفير مستلزمات الحياة الاقتصادية، ومواصلة الدراسة، والعمل والانتاج. كما تكون الحروب مصدراً للقلق والاضطراب النفسي والجسمي لدى جيل الشباب، الذي يجنّد، ويساق الى ساحات القتال بقرار يصنعه تجّار الحروب، الذين يبحثون عن الثروات الطبيعية، والأسواق التجارية، واحتلال البلاد المستضعفة، من دون قناعات من يساق الى ساحات القتال.