ابدأ قولي ان الشعر كان و لا يزال و سيبقى اجمل ما في الحياة ,فهو بحور بلا مياه و هو جامع للكثير من المعاني و بكلمات بسيطة مرتبة و هو ادات التعبير عن النفس الداخلية و ما يجول في خواطرها من وصف و ذم و تبجيل و استهزاء
لقد اشتهر العرب و منذ الازل بشعرهم الارتجالي فكانوا اصحاب المدرسة الاولى و الاساس في هذا النوع من الادب
تخيلوا كيف كان شعراءنا القدامى ينسجون الشعر من وحي الصحراء الجميلة و من وحي البادية الجافة ة الرمال المتحركة
كانو يحسون بشعور هذه الرمال ,كانو يحاكون كلامها و يفسرون ما يدور في داخل هذه الصحراء الكبيرة الواسعة ملهمة العاشقين و الناقدين و الفوارس من الشعراء
اما المراة فلها و للحديث عن التغزل بها شجون اخر في تلك الايام
كيف كانو يتغزلون فيها قطعة قطعة و اجمل المزج هو المزج الغريب الساحر بين انوئة و جمال و يحر المرأة العربية الحرة و بين الفروسية و الشهامة و العفة و الرجولة عند الفرسان
هل بربكم يوجد اجمل من هذا ,هل هناك عبقرية مثل هذه ولقد كان اسلافنا العرف قدوة في الادب و في الشعر خصوصا و لكن مع قدوم الاسلام اصبح للشعر روح اخرى و نمط اخر و شكل و توجه اخر
لقد تحول الشعر الى نوع جديد يصف الرسول الاعظم و من بعده الفتوحات و الانجازات و الصفات الاسلامية و الفروسية العربية الملتفة بثوب الاسلام الرائع ,بربكم اي نور اضيف الى الشعر بالاسلام و اي معنى اصبح للشعر و اي مغزى و هدف قد اصبح هذا النوع من الشعر يهدف له
هل تعلمون ...ليتنا نعود الى تلك الايام,ليتنا نحاكي تلك الايام.ليتنا نتعلم من اجدادنا و اسلافنا العرب القدماء,تلك الايام هي مفخرة العرب و مفخرة الامة و مفخرة الناس حتى يوم الدين
و بعد وصول الدولة الاسلامية الى عصر انجطاطها بدأ نوع جديد من الشعر بالظهور ة هو الشعر الموجه و الهادف الى تعزيز نفوذ السلطان و ووصفه وومدحه و التعظيم الكاذب له و من هنا بدأ الشعر يتحول من اداة تعبير عن ما يجول بالنفس البشرية بشكل عفوي و مهم و ذو معنى الى اداة للنفاق و كسب المال و تعزيز السلطة و تعظيم السلطان و من هنا بدا مسيرة الانحلال و الانحطاط لشعر على مدى مئات السنين حتى ان الشعر اصبح له انواع لا يمكن ان تكون الا معاني قليلة المعنى و عديمة المغزر و الاهم من ذلك كله انها شعر النفاق بامتياز
شعر النفاق هذا و الذي تناوب عليه الكثير من شعراء النفاق في تلك الحقبة كان الضربة القاسمة للشعر الحقيقي العربي الذي لن يموت ابدا ما دام هناك من يعتز و يفتخر دوما بتاريخى العربي و الاسلامي .
اما الشعر في التاريخ العربي المعاصر و بالتحديد في اوائل القرن الماضي فقد بدا يستعيد شيئا من هيبته العربية الاصيلة و بدا يعود الى وضعه الطبيعي الذي يجي ان يكون عليه
و من هؤلاى الشعراء الشاعر احمد مطر و الذي قدم الكثير الكثير من التضحيات في مواجهة الاستبداد للحكام العرب في ذلك الوقت و محاربة التخلف و استعبدا الناس و كل ذلك من خلال قلمه الذي عرف كيف يستخدمه فعرف كيف يوجهه فكان في الهدف مباشرة و كانت كتاباته ذات قيمة و معنى كبير في محاربة الحكام و الملوك الطاغين على مدى سنين القرن الماضي و بعد ان بدأ يحقق قلمه اهادفه و بدأ يعطي شعره معانيه الحقيقة حاربته ايدي الغدر و الخيانة من حكام و مسؤولين انذاك و عملو على تحجيمه و ملاحقته و لكنهم لم يستطيعوا فكان القلم اقوى من عنجهيتهم و اقوى من عسكرهم و اقوى من دباباتهم و طاغوتهم و عند ذلك قاموا بنفيه الى بلاد الغربة و المنفى حتى يتخلصوا من تأثيره الرهيب و الحقيقي و ليتخلصوا من الخطر الذي كان يمثله هذا القلم من خلال شعره و معانيع و افكاره
يتبع .........................