اذا كانت النهضة الحديثة قد هيأت للناس أسباب الرفاهية , بما تمخضت عنه من مخترعات غيرت وجه الحياة .. واذا كان الشباب بوجه خاص , قد بهرته هذه المخترعات الحديثة , حين توقع منها حل مشكلاته .. واثبات ذاته..
اذا كان الامر كذلك – كما لاحظ المربون- فإن هذه النهضة ذاتها هي التي اثارت ثائرة الشباب , فتمرد عليها :
لانه لم يجد فيها غذاء روحه الظامئة الى القرار .. فكفر بأنعم هذه النهضة .. ولقد عبر بهذا التمرد عن رفضه لها .. واخذ هذا التعبير العنيف طابعا عالميا :
فالشباب على مستوى العالم : يثورون على الآباء , يثورون على النظام , يثورون حتى على الدين نفسه .. احيانا .. إنه مجرد رفض لكل شئ .. تذرعا بأي شئ !!