يعتبر القلق مرضاً من أخطر أمراض البشرية المعاصرة التي تهدّد الانسان، وصحته النفسية والجسدية، وتدفع به الى أنماط السلوك المنحرف.
والقلق كما عرّف هو: (انفعال مركّب من الخوف، وتوقع الشر والخطر والعقاب).
والقلق مشكلة من أخطر مشاكل الشباب، لاسيما في مرحلة المراهقة، خصوصاً لدى الشاب الذي نشأ وتربى في أجواء البيئة والثقافة التي تفتقد الايمان بالله وقيم الأخلاق، فالقلق كثيراً ما يتحول الى ممارسات خطرة، وجرائم مأساوية، أمثال الانتحار، واللجوء الى المخدّرات، والشعور باللامعنى للحياة، والاصابة بسرعة الانفعال، وبالأرق والأمراض العصبية والجسدية الخطيرة، واللجوء الى التدخين، والتعبير المنحرف والشاذ.
ومن مظاهر القلق الخطرة في هذه المرحلة، هي مرحلة القلق الفكري، وعدم الاستقرار العقيدي، والانتماء الاجتماعي والسياسي، لذا كان من السهل اجتذاب الشباب نحو الآراء والنظريات التي تقدّم كبدائل فكرية في المجتمع.
ولعل أهم أسباب القلق لدى الشباب هي: الفراغ الفكري الذي يدفع الشباب الى اعتناق الأفكار التي يتصورون صحتها، وفقدان الايمان بالله سبحانه أو ضعفه، الاحساس بالخوف على المستقبل، الاضطهاد السلطوي، البطالة وتردّي الأوضاع المعاشية، وغياب الأمل في تحقيق الأهداف المعاشية، الخوف من الفشل الدراسي وتلاشي الطموح المدرسي، الخوف من الاصابة بالأمراض، لاسيما الأمراض الوبائية