الغضب والانفعال ردّ فعل طبيعي إزاء كلّ ما يخدش الكرامة ويجرح الإحساس ويؤذي المشاعر ، وهو طبيعي في حال تعرّض الشاب أو الفتاة إلى عدوان خارجي; كصفعة أو بصقة أو شدّ للشعر .
قليلون هم الذين يسكتون أو يمسكون أعصابهم فلا ينفجرون، وهم على صنفين : صنف يتقبّل الإهانة ويبتلعها فلا يشعر بما يمسّ كرامته بسوء ، وصنف ربّى نفسه على عدم تصعيد الموقف بالعنف المضاد ، فهو يعرف أ نّه إذا قابل الشتيمة بالشتيمة واللّكمة باللّكمة فإنّ درجة التوتّر تبلغ مدى يصعب السيطرة عليه . فهو يغضي أو يغضّ الطرف لا من موقف ضعف ، بل من تقدير سليم للموقف . إنّه يخيّر نفسه بين أن يكون كالشاتم أو الضارب في سلبيته ، وبين أن يكون أرفع منه ، فينسحب من موقع الصراع ، أو يقابل الشتيمة بكلمة حليمة مقتدياً بهدي القرآن الكريم في وصفه لـ (عباد الرّحمن): (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً )(10)، أو يسكت مُعرباً بسكوته عن استيائه ، وقديماً قيل : «السكوت بوجه الأحمق أقوى صفعة توجّه إليه» .